صة حقيقية .. تاريخ السيجارة العربية
في حقبة السنين الفائتة . ويبدو قبل قرن من الآن . هناك رجل عربي من ارض الكنانة "مصر"
قد عاد لتوه الى الوطن . مرتعه ومسقط رأسه . بعد ما قضى فترة طويلة بين العلم والعمل . في
بلاد الحضارة الغربية . عاد يحمل شهادة معتمدة في قسم الهندسة الزراعية من جاماعاتهم .
وعين على اثرها مسئولا في احدى القطاعات الزراعية في الصعيد . باشر عمله وهو يكاد
يطير من الفرح . قضى فيها اجمل ايامه بين اهلها ومراعيها . غير مكترث لضنك الحياة
وصعوبة العيش في الارياف . وبين ليلة وضحاها . ولا يزال ينعم بنشوة السعادة ولذة العيش
عندما يمارس عمله كمهندسا بين احضان النيل . ولم يكتفى بذلك . فقد زادت الغلة حين اسر .
قلوب الصغار فيها قبل الكبار . فالجميع هنا يكنون له كل الاحترام والتقدير المتبادلين . ومع هذا
الثناء المبهج . الا انهم شاهدوه ذات مرة يضع قطعة اشبه بقضيب مدبب . اسطواني الشكل .
لونه بني لامع . واشعل احدى طرفيها بعود كبريت . وبدأ يملء بطنه بالدخان ويدفعها الى
الخارج . تارة من فمه وتارة اخرى من انفه . وهذا ما لايناسب برجل يحمل شهادة وأخلاق
كريمة . مع مركزه المرموق . وماذاك الا عبارة عن سيجارة جاء بها من بلدان اكثر تحضر
"ان جاز التعبير". وهناك المزيد منها في حقيبته. واستمر معه هذا الحال. وصار الامر شيئا
طبيعيا بالنسبة لهم حتى تأقلم الجميع مع هذا الوضع مع ما يحمله من روائح كريهة. فهي
تخاطب انوفهم كل حين تقريبا . الشاهد على كل حال . في يوم من الايام وبدون سابق إنذار.
دوى صراخ رهيب اخترقت مسامع الفلاحين الراعاة . فهرع الجميع الى مصدر الصوت وقد
بدا على وجوههم علامات الذعر و الخوف . الى ان وصلوا الهدف . وفجأة اشرأبت اعناقهم
حول ذلك المطروح ارضا. يتقلب ويتضور ألما . ممسكا رأسه بكلتا يديه وهو يبكي بشدة كالثكالى .
فهبوا لنجدته . واذا به هو بشحمه ولحمه . وماذاك الا المهندس الزراعي. اجتهد احد الفلاحين
في علاجه . واستطاع اخيرا ان يعيد للرجل جزء يسير من عافيته . فلقد سكن أنينه وعاد
لحالته الطبيعية الى حد ما . والكل ينظر اليه باستفهام بالغ وكأنهم يرون شبح يتمثل بزي رجل.
فلم يكن هذا المهندس بالامس في كامل صحته وحيويته اخذ الرجل يتفرس في وجوههم واحدا
واحدا كأنه يبحث فيهم عن من يخبره عن امره وما جرى له بالضبط . لملم اشلاءه والصداع
يكاد يفتك به . لقد عاد ينهش رأسه من جديد . ولكنها اقل قسوة من سابقتها . أخذ يتحايل على
الالم هربا من الصداع . أمر الجميع للعودة الى أعمالهم . وهنا هدأت الاوضاع مع الرجل
المسكين . وسرعان ماعاد الانسجام يعم ارجاء الريف . وعاد هو الآخر الى وضعه الطبيعي .
واختار ان يرتاح قليلا في غرفته . اراد النوم فعافته . حاول أن يصنع لنفسه شيئا . أي شئ .
يكاد يختنق . وقعت عينه في الحقيبة يتأمل فيها جيدأ . وكأنه ينتظر منها الوحي . وفجأة صرخ
بأعلى صوته وجدتها . ارتمى بعنف على حقيبته دون ادراك وأخذ يفتش فيها عن أمر ما .
ولكنها هي الأخرى أعلنت افلاسها . اتدرون لماذا . انها السيجارة . اجل السيجارة التي
لاتفارققه لحظة واحدة . حتى اصبحت جزء من كينونته . لقد نفد جميع ماتحويه حقيبته من هذه
القطع . وبات يفقد شيئا فشيئا من رصيده الفكري والاخلاقي . التي اصبحت بين ليلة وضحاها
رهينة لعلب السجائر . أشبه مايكون بالقنابل الموقوتة أشعل فتيلها . مرت الايام وكأنه يرقص
فوق الجمر . ينتظرهويته التي ضاعت بين ثنايا العلب . الى ان خرج ذلك اليوم من غرفته ,
ولم تكن غرفة . بل اصبح كالتابوت المزعج . التفت الى احد المزارعين اشار اليه بالمجئ ناحيته . وما لبث حتى جمع الفلاح اطراف ثوبه وهرول قاصدا المهندس الزراعي . طلب منه ان يذهب في الحال الى القاهرة ليشتري قطع السجائر من هناك . وهدده اذا لم يأتي بما أوصاه سوف يفصله عن العمل ويُرمى في الشارع كالكلاب هو وأهله . اسودت الدنيا في وجه المزارع . و شعر بالحبل المشنقة يتدلى بين ناظريه . ولأول مرة تطأ قدماه ارض المدينة . وأخذ يفتش في أسواقها ودكاكينها . وفي كل ضواحيها حتى سقطت قدماه من شدة التعب . فقد لف العاصمة في ظرف يومين ولم يفلح في العثور على مبتغاه . تذكر حينها كم من الاتعاب يقاسي بعد فصله من العمل و كيف يعيش ابنائه على صدقات المصلين ويلتحفون السماء طلبا للدفء والراحة . استيقظ المزارع من سباته المهول . ولملم اشلائه ليبدأ الشوط من جديد . آملاً هذه المرة في ان تحالفه الحظ ويحصل على القطع . ولكن دون جدوى .جلس على مقربة من احدى المنتزهات هناك يطلب العون من الله ويخرجه من أزمته . مستضلا على الأشجار ذات الأوراق الكبيرة . فمرت عربة يجرها حمار . وهي تلفظ الروث على مقربة من الشجرة . ثم ولت بلا اكتراث . وهزت ريح الشجرة فتساقط بعض الأورا على روث الحمار . او الجاموس " الله أعلم ". فضل صاحبنا صامتا , وكأنه يشاهد مسرحية تلوح له بشئ غريب . حتى صرخ فجأة : وجدتها .... اذ لمعت له بفكرة شيطانية . جمع بشئ من العجلة ذلك الروث و قام بخلطه بالقش والأوراق ولفها باحتراف منقطع النظير بورقة كبيرة مبللة بقليل من الماء . وحاول ان يتحرى الدقة في صنعها كالتي كان يستعملها المهندس . والعجيب انها نجحت . فصنع منها المزيد . وعاد أخيرا الى مرتعه ومسقط رأسه . وما أن رآه المهندس حتى انقض عليه بنهم كالثور الهائج . اشعل احدى تلك القطع . وما أشبه اليوم بالأمس . فقد شعر بارتياح شديد . اكثر مما كان من قبل . و هنا لا يكاد المزارع ان يصدق عيناه . اصيب بدهشة رهيبة . التفت اليه المهندس مستنكرا نكهة السيجار . قائلا : من اين اتيت به . لابد انه كلفك الكثير من المال . اذ يبدو لي انها ذات جودة عالية . وفي هذه اللحظة اسودت الدنيا في عين الفلاح . فهو لم يعهد الكذب في مثل هذه الظروف . استجمع قواه وبلع ريقه رغم مرارتها . واخبره بالحقيقة . اصيب المهندس الزراعي بالدهشة فور وقوع الخبر على مسامعه . وبدأ ينهزم منكسا رأسه . وما هي الا لحظات حتى انفرجت اساريره مبتسما بخبث شديد . وهنا المصيبة الكبرى . حيث عاد الى بلاد الشياطين هناك في امريكا ليمارس تخطيطه الفرعوني لزراعة التبن و انشأ مصنعا معروفا . تعرف باسم "ROTH MAN " أي روث الرجل . مستخفا بعقول العرب وهو منهم . فهو ليس عربي الخلق . ولايمت بأخلاق العرب بأية صلة . فقد جمع امواله من الحمقى مسلوبي الارادة . بحثا عن المتعة الكذابة . فانظروا كيف انتم صانعون .
ملاحظة : القصة حقيقية استمعتها من احد الدعاة في المملكة بشئ من العجلة . ولكنني اضفيت عليها صبغة ادبية . بحيث لاتضيع معالم القصة . ونسألكم الدعاة
في حقبة السنين الفائتة . ويبدو قبل قرن من الآن . هناك رجل عربي من ارض الكنانة "مصر"
قد عاد لتوه الى الوطن . مرتعه ومسقط رأسه . بعد ما قضى فترة طويلة بين العلم والعمل . في
بلاد الحضارة الغربية . عاد يحمل شهادة معتمدة في قسم الهندسة الزراعية من جاماعاتهم .
وعين على اثرها مسئولا في احدى القطاعات الزراعية في الصعيد . باشر عمله وهو يكاد
يطير من الفرح . قضى فيها اجمل ايامه بين اهلها ومراعيها . غير مكترث لضنك الحياة
وصعوبة العيش في الارياف . وبين ليلة وضحاها . ولا يزال ينعم بنشوة السعادة ولذة العيش
عندما يمارس عمله كمهندسا بين احضان النيل . ولم يكتفى بذلك . فقد زادت الغلة حين اسر .
قلوب الصغار فيها قبل الكبار . فالجميع هنا يكنون له كل الاحترام والتقدير المتبادلين . ومع هذا
الثناء المبهج . الا انهم شاهدوه ذات مرة يضع قطعة اشبه بقضيب مدبب . اسطواني الشكل .
لونه بني لامع . واشعل احدى طرفيها بعود كبريت . وبدأ يملء بطنه بالدخان ويدفعها الى
الخارج . تارة من فمه وتارة اخرى من انفه . وهذا ما لايناسب برجل يحمل شهادة وأخلاق
كريمة . مع مركزه المرموق . وماذاك الا عبارة عن سيجارة جاء بها من بلدان اكثر تحضر
"ان جاز التعبير". وهناك المزيد منها في حقيبته. واستمر معه هذا الحال. وصار الامر شيئا
طبيعيا بالنسبة لهم حتى تأقلم الجميع مع هذا الوضع مع ما يحمله من روائح كريهة. فهي
تخاطب انوفهم كل حين تقريبا . الشاهد على كل حال . في يوم من الايام وبدون سابق إنذار.
دوى صراخ رهيب اخترقت مسامع الفلاحين الراعاة . فهرع الجميع الى مصدر الصوت وقد
بدا على وجوههم علامات الذعر و الخوف . الى ان وصلوا الهدف . وفجأة اشرأبت اعناقهم
حول ذلك المطروح ارضا. يتقلب ويتضور ألما . ممسكا رأسه بكلتا يديه وهو يبكي بشدة كالثكالى .
فهبوا لنجدته . واذا به هو بشحمه ولحمه . وماذاك الا المهندس الزراعي. اجتهد احد الفلاحين
في علاجه . واستطاع اخيرا ان يعيد للرجل جزء يسير من عافيته . فلقد سكن أنينه وعاد
لحالته الطبيعية الى حد ما . والكل ينظر اليه باستفهام بالغ وكأنهم يرون شبح يتمثل بزي رجل.
فلم يكن هذا المهندس بالامس في كامل صحته وحيويته اخذ الرجل يتفرس في وجوههم واحدا
واحدا كأنه يبحث فيهم عن من يخبره عن امره وما جرى له بالضبط . لملم اشلاءه والصداع
يكاد يفتك به . لقد عاد ينهش رأسه من جديد . ولكنها اقل قسوة من سابقتها . أخذ يتحايل على
الالم هربا من الصداع . أمر الجميع للعودة الى أعمالهم . وهنا هدأت الاوضاع مع الرجل
المسكين . وسرعان ماعاد الانسجام يعم ارجاء الريف . وعاد هو الآخر الى وضعه الطبيعي .
واختار ان يرتاح قليلا في غرفته . اراد النوم فعافته . حاول أن يصنع لنفسه شيئا . أي شئ .
يكاد يختنق . وقعت عينه في الحقيبة يتأمل فيها جيدأ . وكأنه ينتظر منها الوحي . وفجأة صرخ
بأعلى صوته وجدتها . ارتمى بعنف على حقيبته دون ادراك وأخذ يفتش فيها عن أمر ما .
ولكنها هي الأخرى أعلنت افلاسها . اتدرون لماذا . انها السيجارة . اجل السيجارة التي
لاتفارققه لحظة واحدة . حتى اصبحت جزء من كينونته . لقد نفد جميع ماتحويه حقيبته من هذه
القطع . وبات يفقد شيئا فشيئا من رصيده الفكري والاخلاقي . التي اصبحت بين ليلة وضحاها
رهينة لعلب السجائر . أشبه مايكون بالقنابل الموقوتة أشعل فتيلها . مرت الايام وكأنه يرقص
فوق الجمر . ينتظرهويته التي ضاعت بين ثنايا العلب . الى ان خرج ذلك اليوم من غرفته ,
ولم تكن غرفة . بل اصبح كالتابوت المزعج . التفت الى احد المزارعين اشار اليه بالمجئ ناحيته . وما لبث حتى جمع الفلاح اطراف ثوبه وهرول قاصدا المهندس الزراعي . طلب منه ان يذهب في الحال الى القاهرة ليشتري قطع السجائر من هناك . وهدده اذا لم يأتي بما أوصاه سوف يفصله عن العمل ويُرمى في الشارع كالكلاب هو وأهله . اسودت الدنيا في وجه المزارع . و شعر بالحبل المشنقة يتدلى بين ناظريه . ولأول مرة تطأ قدماه ارض المدينة . وأخذ يفتش في أسواقها ودكاكينها . وفي كل ضواحيها حتى سقطت قدماه من شدة التعب . فقد لف العاصمة في ظرف يومين ولم يفلح في العثور على مبتغاه . تذكر حينها كم من الاتعاب يقاسي بعد فصله من العمل و كيف يعيش ابنائه على صدقات المصلين ويلتحفون السماء طلبا للدفء والراحة . استيقظ المزارع من سباته المهول . ولملم اشلائه ليبدأ الشوط من جديد . آملاً هذه المرة في ان تحالفه الحظ ويحصل على القطع . ولكن دون جدوى .جلس على مقربة من احدى المنتزهات هناك يطلب العون من الله ويخرجه من أزمته . مستضلا على الأشجار ذات الأوراق الكبيرة . فمرت عربة يجرها حمار . وهي تلفظ الروث على مقربة من الشجرة . ثم ولت بلا اكتراث . وهزت ريح الشجرة فتساقط بعض الأورا على روث الحمار . او الجاموس " الله أعلم ". فضل صاحبنا صامتا , وكأنه يشاهد مسرحية تلوح له بشئ غريب . حتى صرخ فجأة : وجدتها .... اذ لمعت له بفكرة شيطانية . جمع بشئ من العجلة ذلك الروث و قام بخلطه بالقش والأوراق ولفها باحتراف منقطع النظير بورقة كبيرة مبللة بقليل من الماء . وحاول ان يتحرى الدقة في صنعها كالتي كان يستعملها المهندس . والعجيب انها نجحت . فصنع منها المزيد . وعاد أخيرا الى مرتعه ومسقط رأسه . وما أن رآه المهندس حتى انقض عليه بنهم كالثور الهائج . اشعل احدى تلك القطع . وما أشبه اليوم بالأمس . فقد شعر بارتياح شديد . اكثر مما كان من قبل . و هنا لا يكاد المزارع ان يصدق عيناه . اصيب بدهشة رهيبة . التفت اليه المهندس مستنكرا نكهة السيجار . قائلا : من اين اتيت به . لابد انه كلفك الكثير من المال . اذ يبدو لي انها ذات جودة عالية . وفي هذه اللحظة اسودت الدنيا في عين الفلاح . فهو لم يعهد الكذب في مثل هذه الظروف . استجمع قواه وبلع ريقه رغم مرارتها . واخبره بالحقيقة . اصيب المهندس الزراعي بالدهشة فور وقوع الخبر على مسامعه . وبدأ ينهزم منكسا رأسه . وما هي الا لحظات حتى انفرجت اساريره مبتسما بخبث شديد . وهنا المصيبة الكبرى . حيث عاد الى بلاد الشياطين هناك في امريكا ليمارس تخطيطه الفرعوني لزراعة التبن و انشأ مصنعا معروفا . تعرف باسم "ROTH MAN " أي روث الرجل . مستخفا بعقول العرب وهو منهم . فهو ليس عربي الخلق . ولايمت بأخلاق العرب بأية صلة . فقد جمع امواله من الحمقى مسلوبي الارادة . بحثا عن المتعة الكذابة . فانظروا كيف انتم صانعون .
ملاحظة : القصة حقيقية استمعتها من احد الدعاة في المملكة بشئ من العجلة . ولكنني اضفيت عليها صبغة ادبية . بحيث لاتضيع معالم القصة . ونسألكم الدعاة
الأربعاء مارس 06, 2013 6:17 pm من طرف Ebaa libya
» سجل حضورك بصورة على ذوقك
الثلاثاء سبتمبر 11, 2012 11:36 pm من طرف aslam.elagouri2002
» أطلب ترحيب حار
الثلاثاء سبتمبر 11, 2012 11:32 pm من طرف aslam.elagouri2002
» زعما نحصلوا ترحيب انا عضو جديد
الثلاثاء يوليو 03, 2012 9:56 am من طرف abdo golden
» تطوير المنتدى
الجمعة يونيو 01, 2012 9:51 pm من طرف aslam.elagouri2002
» تكبير --- الله اكبر
الجمعة يونيو 01, 2012 9:47 pm من طرف aslam.elagouri2002
» سؤال الذكااااء؟؟
الخميس مارس 08, 2012 11:57 am من طرف aslam.elagouri2002
» وينكم خيركم شي في؟؟
الأحد مارس 04, 2012 3:00 pm من طرف aslam.elagouri2002
» الفرق بين طريقة اكل البنت وطريقة اكل الولد هع هع هع
الإثنين فبراير 27, 2012 1:47 pm من طرف aslam.elagouri2002